بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة قضاة المحاكم النظامية وموظفوها في المحافظات الشمالية
(قضاة المحكمة العليا، ومحكمة النقض، وقضاة محاكم الإستئناف، وقضاة محاكم البداية، وقضاة محاكم الصلح، وقضاة محاكم التسوية).
تحية طيبة وبعد،،
مع اقتراب بدء السنة القضائية الجديدة في الأول من أيلول القادم، أجد من الواجب أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة، ونحن نعيش ظروفاً غاية في الصعوبة، حيث لا تزال حرب الإبادة مستمرة في قطاع غزة، الحرب التي لم ترحم ضمن جملة مآسيها القضاة وأعضاء النيابة العامة والمحامين والموظفين، ولم تترك مقرّات قضائية إلا وأتت عليها، فتعرضت كافة مرافق العدالة في غزة إلى إبادة شاملة، في وقتٍ تتقطع فيه أواصر التواصل بين المحافظات الفلسطينية الشمالية، وتستمر هجمات المستوطنين وأعمال القتل والاعتقال بأعداد كبيرة و بوتيرة متصاعدة.
إنني أعبر عن تقديري العميق لكم أنتم القضاة الذين تبدأون عامكم القضائي الجديد وسط هذه الظروف القاسية والمخاطر الجسيمة، مدركين أن مسؤوليتكم في هذه المرحلة مسؤولية عظيمة في سبيل خدمة المواطن وتعزيز صموده، والعمل على تحقيق السلم الأهلي والاستقرار الإجتماعي والإقتصادي، وإنني أدعوكم إلى الإلتزام بأعلى درجات الجدية والتفاني في العمل، والمساهمة بكل قوة في نظر النزاعات والقضايا المنظورة أمامكم والعمل على حلها بفاعلية وكفاءة، تحقيقاً للعدالة التي يتطلع إليها أبناء شعبنا.
وفي هذا الإطار أؤكد على أهمية تعزيز التعاون مع شركاء العدالة في المحاكم، وعلى وجه الخصوص أعضاء النيابة العامة والمحامين الذين يتشاركون معنا صعوبة الظرف وثقل المسؤولية، مما يعكس مدى التزامهم برسالتهم ودورهم في تحقيق العدالة، وكل ذلك على أساس القانون والاحترام المتبادل.
أدعوكم جميعاً لأن نجعل هذا العام عاماً للمثابرة والجدية، والالتزام الصارم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقنا حتى يكون هذا العام القضائيّ فعالاً ومثمراً، رغم كل الظروف والتحديات التي نواجهها.
إنني أقدّر جهودكم الجبارة، وأعلم أنكم على قدر المسؤولية، فأنتم حماة العدالة وحصنها الصامد، ومعكم نحقق الآمال التي نصبو إليها.
وفقكم الله وسدد خطاكم
القــاضــــــي محمد عبد الغني عويوي
رئـيس المحكـمة العليا/ محكمة الـنـقــض
رئــيـس مـجـــلـــــس الــــقــــضــــاء الأعــــلـــى